ناصر الهواوي يرد على سعود البلوي

مازال الروائي ناصر الهواوي يهجم كالأسد على خراف الليبرالية .


مقال للأستاذ أبو نورة يعري فيه تحالف كتاب الصحف على الهيئة من خلال معلومات مدلسة .

سعود البلوي وسكاكين الهيئة !


بسم الله الرحمن الرحيم . في البداية أودُّ أن ألفت عناية القراء الكرام إلى أنِّي لن أُركز – في هذا المقال - على الطرف الأول أو الثاني في قضية ( مطعون العيون ) كما راق للبعض تسميتها ، بل سأركز على طرفها الثالث والذي لعب دوراً كبيراً في نقلها إلينا بالصورة التي سبق وأن تعاطينا معها .

فكما تعلمون أن الطرف الأول في تلك القضية هو ( رجل الهيئة ) والطرف الثاني ( المطعون ) فيا تُرى من هو الطرف الثالث المُدان ؟

من المُؤكَّد أنكم عرفتم من أقصد بالطرف الثالث ؟

أنه الإعلام ! الذي زوَّدنا بكم كبير من المعلومات عن تلك القضية ، وكنا بطبيعة الحال نتصوَّر بأنه سينقل لنا الواقع كما جرى ، ولكن مع الأسف الشديد يقول المثل المصري ( نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب ، وذيل الكلب أعوج لو ركبوا فيه قالب ) . لله در من قال هذا المثل .

فقد صوَّر إعلامنا المُوقَّر رجلَ الهيئة على أنه شيطان قد خرج من الجحيم كي يصبَّ جامَ غضبه على ذلك الملاك الذي تم طعنه من قِبَلِ خصمه . طبعاً هذه هي الصورة المُشوَّهة التي تم نَقْلُها إلينا عبر صحافتنا الهزيلة . وبعد فترة من الزمن تغيَّرت مُجريات الأحداث ومن ثمَّ حُكِمَ على ( ملاك الصحافة ) بالجلد ! فهل من المعقول أن يُجلد الملاك ؟ هذا سؤال نريد من مراسلي الصحف التي نَقَلَتْ إلينا هذا الخبر الإجابة عليه .


لاشك أنه ثمَّة خلل ما ، فيا تُرى هل الخلل في قضائنا الذي حكم على المطعون البريء بالجلد أم في إعلامنا الذي جعل من التَّيار الديني خصماً له ، ثم راح يَفْجُرُ في الخصومة وينْتهز كل فرصة تُتاح أمامه كي يكذب ويدلِّس حتى انطبق عليه قول الحبيب المصطفى الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر "

عزيزي القارئ بالله عليك حينما تتعاطى مع هذه القضية ثم تتحامل على طرف دون طرف فمن المسؤول الذي جعلك تأخذ هذا الموقف أو ذاك ؟ أليس هو الإعلام الذي نقل إليك مُجْريات الأحداث بطريقة ( تصفية الحسابات ) أي من خلال تدليس الحقائق ؟

طيب ! وحين تكتشف في النهاية أنك كنت مخطئاً حينما تحاملْتَ على الطَّرف الفلاني دون خصمه فمن سيكون صاحب خصلتي النفاق اللتين ذكرهما سيد ولد آدم – عليه السلام – حين قال ( إذا حدَّث كذب وإذا خاصم فجر ) ؟

مع الأسف أقولها بكل صراحة ، إعلامنا يعاني من كثرة الطُّفيليَّات التي استنزفت قواه ، وهذه نتيجةَ تولِّي الأمر غير أهله حتى صرنا لا نسمع في صحافتنا سوى أصوات مَنْ إذا حدَّثوا كذبوا وإذا خاصموا فجروا ، والدليل بين أيديكم ( جلد المطعون ) .

بعد ذلك بدأ دور الكتَّاب الذي أرْدَف دور المراسلين ، حيث طالعنا آل الشيخ بمقالة عصماء قرر فيها أموراً كأنَّها حصلت على أرض الواقع مع أنها من نسج خياله وخيال المراسل الذي بشره بها ، ثم آزره تركي الدخيل وأخيراً جاء دور المفكر الكبير الذي بهر أهل المشرق والمغرب بفيوضات فكره التي سيوصلنا من خلالها إلى القمر ، فقد عَنْوَنَ لمقالته بعنوانٍ ناريٍّ حوَّل فيه مِقص الأظافر إلى سكينِ مُعَدَّة لجزِّ الأعناق ثم جعلها هويَّةً لرجل الهيئة ، وفي النهاية يُمنَّى مع أقرانه بخيبة أمل كبيرة أخرجته من تلك الحملة التي شنَّها مع أضرابه يجرُّ أذيال الخيبة والعار فتحقق فيهم قول المثل : ( جاؤوا كالأسود ثم عادوا كالماعز المُنْهكة ) . قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "

لعلهم بعد هذه الصَّفْعة يفيقون من غفلتهم كي يحترموا عقول القراء التي ما عادت تسْتسِيغ أكاذيبهم التي صارت أنْتَنَ من جيفة الكلب .

قال الشافعي رحمه الله :

لا يكذب المرء إلا من مهانته أو من عادة السوء أو قلة الأدب
لجيفة الكلب عندي خير رائحة من كذبة المرء في جدٍّ وفي لعب

وصدق الدكتور عبدالله الغذامي حين وصف ( عُمْدنْجِيَّة ) الصحف من بني ليبرال بقوله : " هم أناس بلا هدف ولا مشروع ولا فكر ، وليس لديهم همَّ سوى الطعن في رجال الدين والهيئة " وما مقال سعود البلوي الذي بناه على تدليس مراسلٍ مَوْتُور إلا أكبر دليل على صدق وصفه لهم ، فقد فرحوا بالخبر الذي دلَّسوا أحداثه حتى صار مادةً لمقالات الحقد التي تقيَّؤوها .

حقيقة مرة أختم بها كُليماتي البسيطة ، وعلى كُتَّاب الليبرالية تحمل مرارتها ، فهم من كذب ، وهم من دلَّس وفي النهاية ؛ هم من طأطأ رأسه بين الرؤوس .




ناصر الهواوي

العفووووووووووو